صفحة من اليوم الآخر

بسم الله الرحمن الرحيم







السلام عليكم ورحمة الله وبركاته







صور من يوم تكون فيه قلوب الناس وجلة من هول ما يرون فيه من أحوال ...
يوم يقف فيه الوجود عند ميقات معلوم في حدود عُمر نُقض أجله ...
اليوم الآخر ... يوم تتوالى فيه أحداث تُفزع القسوة و تلينها ...
تزلزل النفس من سكينتها ... يوم يؤمن فيه الكافر فلا ينفعه ايمانه ...
فـ قيامة يومه تتوقف فيها توسل الدعوة والرجاء ... يوم تبطل فيه الأعمال ...
يوم تُقلب فيه الأبصار و يبعث به جميع الأموات ...





صور تصور طرق أبوابه ...


*...} أخرج البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ...
{ لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان عظيمتان {1} يكون بينهما مقتلة عظيمة دعوتهما واحدة ...
و حتى يُبعث دجالون كذابون قريب من ثلاثين كل يزعم أنه رسول الله ... و حتى يقبض العلم {2} ...
و تكثر الزلازل ... و يتقارب الزمان {3}... و تظهر الفتن ... و يكثر الهرج ... وهو القتل ... و حتى يكثر فيكم
المال فيفيض حتى يهم رب المال من يقبل صدقته و حتى يعرضه فيقول الذي يعرضه عليه لا أرب لي به ...
وحتى يتطاول الناس في البنيان ... و حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيقول ... يا ليتني مكانه ... و حتى تطلع
الشمس من مغربها فإذا طلعت ورآها الناس آمنوا أجمعون ... فذلك حين لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمن من قبل ...
أو كسبت في إيمانها خيراً ... و لتقومن الساعة و قد نشر الرجلان ثوبهما بينهما فلا يتبايعانه و لا يطويانه ...
و لتقومن الساعة و قد انصرف الرجل بلبن لقحته{4} فلا يطعمه ... و لتقومن الساعة و هو يليط {5} حوضه فلا يسقي منه ...
و لتقومن الساعة و قد رفع أكلته إلى فيه فلا يطعمها ...} أخرجه البخاري ... صحيح البخاري مع فتح الباري جـ 13 ... 70...76 ...



هوامش ...}
{1} ... قال ابن حجر المقصود فئة علي ومن معه ... و فئة معاوية ومن معه ...
{2} ... أي يقبض علماء الدين و الدعاة إلى الله عز وجل ...
{3} ... المراد نزع البركة من كل شيء حتى من الزمان ... فتكون السنة في بركاتها و الاتنفاع بها كالشهر ...
و الشهر كالجمعة ... و الجمعة كاليوم ... واليوم كالساعة ...
{4} اللقحة ... هي الناقة ذات اللبن ...
{5} ... أي يصلحه بالطين ...








*...} و عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ...{ إن من أشراط الساعة أن يُرفع العلم ...
و يظهر الجهل ... و يفشو الزنا ... و يُشرب الخمور ... و يكثر النساء ... و يقل الرجال ... حتى ليكون لخمسين إمراة قيم واحد ...}






*...} و من علامات الساعة ... خروج الدجال ...
و عن النواس بن سمعان قال ...{ ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الدجال ذات غداة ... فخفض فيه و رفع {1} حتى
ظنناه في طائفة النخل {2} فلما رحنا إليه عرف ذلك فينا ... فقال ... ما شأنكم ...؟ قلنا ... يا رسول الله ذكرت الدجال غداة
فخفضت فيه و رفعت حتى ظنناه في طائفة النخل ... فقال ... غير الدجال أخوفني عليكم إن يخرج و أنا فيكم ... فأنا حجيجه دونكم ...
و إن يخرج و لست فيكم فامرؤ حجيج نفسه ... و الله خليفتي على كل مسلم ... إنه شاب قطط {3} ... عينه طافئة ... كأنني أُشبهه


بعبد العزى بن قطن ... فمن أدركه منكم فليقرأ عليه فواتح سورة الكهف ... إنه خارج خلَة {4} بين الشام و العراق ... فعاث يميناً و عاث شمالاً يا عباد الله فاثبتوا ... قلنايا رسول الله وما لبثه في الأرض ...؟ قال أربعون يوماً يوم كسنة ... و يوم كشهر ... و يوم كجمعة ...
و سائر أيامه كأيامكم ... قلنا يا رسول الله فذلك اليوم الذي كسنة أتكفينا فيه صلاة يوم ...؟ قال لا اقدروا له قدره ... قلنا يا رسول الله وما إسراعه في الأرض ...؟ قال كالغيث استدبرته الريح ... فيأتي على القوم فيدعوهم فيؤمنون به و يستجيبون له ... فيأمر السماء فتمطر و الأرض فتنبت ... فتروح عليهم سارحتهم {5} ... أطول ما كانت ذُرى و أسبغهُ ضُروعاً{6} و أمدَه خواصر {7} ثم يأتي القوم فيدعوهم فيردون عليه قوله ... فينصرف عنهم ... فيصبحون ممحلين ليس بأيدهم شيء من أموالهم ... و يمر بالخربة فيقول لها { أخرجي كنوزك فتتبعه كنوزها كيعاسيب النحل {8} ... ثم يدعو رجلاً ممتلئاً شبابا فيضربه بالسيف فيقطعه جزلتين{9} رمية الغرض {10} ... ثم يدعوه فيُقبل ويتهلل وجهه يضحك ... فبينما هو كذلك إذ بعث الله المسيح ابن مريم ... فينزل عند المنارة البيضاء ...شرقي دمشق بين مهرودتين {11} واضعاً كفيه على أجنجة ملكين ... إذا طأطأ رأسه قطر ... و إذا رفعه تحدَر منه جُمان كاللؤلؤ فلا يحل {12} لكافر يجد ريح نفسه إلا مات و نفسه ينتهي حيث ينتهي طرفه ... فيطلبه حتى يُدركه بباب لُد فيقتله ...} صحيح مسلم بشرح النووي ...جـ18...ص...63 وما بعدها ...






هوامش ...}
{1} ... المقصود ... حقر من شأنه بما يتصف به من العور و غيره ... و بما سيؤول أمره إليه من الإضمحلال ...
و رفع أي عظم من فتنته و المحنة به ... حتى حذر كل نبي من فتنته ...
{2} ... أي على مقربة من نخل المدينة ...
{3} ... شديد جعودة الشعر ...
{4} ... أي سيظهر في مكان بين الشام والعراق ...
{5} ... السارحة ... هي الماشية التي تسرح ... أي تذهب أول النهار إلى المرعى ...
{6} ... أي ضُروعها كثيرة اللبن ...
{7} ... أي لكثرة امتلائها من الشبع ...
{8} ... أي كجماعة من النحل ... و اليعاسيب هي ذكور النحل ...
{9} ... أي قطعتين ...
{10} ... أي يجعل بين الجزلتين مقدار رمية الغرض ...
{11} ... أي ثوبين مصبوغين ...
{12} ... أي لا يمكن و لا يقع لكافر ...

شكرا المرور انرت متصفحي

شكرا على المرور الرائع اخى رضوان